فيلم "وحوش بلا وطن" فيلم أميركي درامي حربي من إخراج المخرج الأميركي المتحدر من أصل ياباني كاري جوجي فوكوناجا، وهو أيضا كاتب السيناريو ومدير التصوير ومشارك في إنتاج الفيلم. ويستند سيناريو الفيلم إلى رواية بنفس العنوان للكاتب الأميركي النيجيري الأصل أوزودينما إيويلا صدرت في العام 2005.
تقع أحداث قصة فيلم "وحوش بلا وطن" في دولة تقع في غربي إفريقيا دون أن تحدد بالاسم. والشخصية الرئيسية في الفيلم هو الطفل أرجو (الممثل الطفل أبراهام أتاه) الذي يعيش مع أسرته في قرية مهددة بالحرب، ويتم نزوح نساء الأسرة إلى العاصمة فيما يقتل الجيش أعضاء الأسرة الذكور عند اجتياح القرية، باستثناء أرجو الذي يفر إلى الغابة، حيث ينضم إلى مجموعة من الثوار بقيادة القائد (الممثل إدريس إلبا) الذي يجبر أجو على قتل رجل غير مسلح. وتكون تلك بداية للطفل أجو الذي يرتكب مع المقاتلين جرائم القتل والنهب. ويتذكر أجو طفولته قبل الحرب ويريد أن يتوقف عن القتل، إلا أنه يخشى إن فعل ذلك أن يتعرض للقتل على يد القائد السفاح الذي يقود جنوده في وقت لاحق وينشق عن بقية الثوار. إلا أنه يفشل في مساعيه لتحسين أحوال الثوار الذين ينشقون بدورهم عنه في نهاية المطاف ويستسلمون لقوات الأمم المتحدة. وعندئذ يوضع أجو والأطفال الآخرون في ملجأ للإصلاح للجنود الأطفال الذين عانوا من ويلات الحرب. وينتهي فيلم "وحوش بلا وطن" بمشهد ينضم فيه الطفل أجو إلى غيره من الأطفال الذين يتمتعون بلعب كرة القدم والسباحة في المحيط.
ويقدّم فيلم "وحوش بلا وطن" رحلة يمر بها الطفل أجو من طفولة هادئة في كنف أسرته عبر سلسلة من التطورات التي يسودها القتال والعنف في بيئة يتحول الأشخاص فيها إلى وحوش لا ينتمون لوطن. وتقضي الحرب على البراءة ويحل محلها الهلاك واليأس. ويتميز فيلم "وحوش بلا وطن" بقوة الإخراج وسلاسة السيناريو والحوار المقتضب وبراعة التصوير واستعراض المشاهد الطبيعية الجميلة لإفريقيا الغربية. وقام المخرج فوكوناجا كمصور للفيلم بإضافة ألوان للفيلم باستخدام تقنية تصوير استخدمت في سبعينيات القرن الماضي. كما يتميز الفيلم بشكل خاص بقوة أداء الطفل أبراهام أتاه الذي يغوص في شخصية الطفل أجو، والذي يرى نقاد كثيرون أن أداءه من أقوى أدوار الأطفال السينمائية، وبأداء الممثل إدريس إلبا بدور قائد الثوار. واستخدم المخرج فوكوناجا في فيلم "وحوش بلا وطن" جنودا أطفالا ومقاتلين من الجوانب المختلفة المشاركة في الحرب الأهلية في سييرا وليبيريا. وواجه إنتاج الفيلم الذي تم تصوير جميع مشاهده في غانا مصاعب كثيرة، ومنها منع السلطات المحلية بعض الممثلين من العمل في الفيلم، مما تطلب استبدالهم، وإصابة المخرج فوكوناجا بمرض الملاريا أثناء تصوير مشاهد الفيلم.
وعرض فيلم "وحوش بلا وطن" في ستة مهرجانات سينمائية منها مهرجان البندقية الذي فاز فيه بجائزتين، هما جائزة مارسيللو ماستروياني للممثل الطفل أبراهام أتاه وجائزة منظمة اليونيسكو لأفضل مخرج للمخرج كاري جوجي فوكوناجا، ورشح الفيلم لجائزتين أخريين في هذا المهرجان، كما رشح في مهرجان لندن السينمائي لجائزة أفضل فيلم وعرض أيضا في مهرجانات تورنتو الدولي وطوكيو الدولي وميل فالي وتيلورايد الأميركيين.